أليكسي نافالني.. أبرز محطات المعارض الروسي الراحل
تسبب الإعلان عن وفاة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني في سجنه، الجمعة، قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الروسية، في انتقادات دولية، واتهامات للكرملين بـ”قمع المعارضة”.
وتوفي نافالني في محبسه حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عاماً، وفق ما أعلنت إدارة السجون الروسية، فيما أعلن الكرملين فتح تحقيق في أسباب الوفاة.
من هو أليكسي نافالني؟
برز اسم أليكسي نافالني وهو محام سابق، على الساحة من خلال مدونات تتحدث عن “الفساد”، كما ظلّ يردد بأن البلاد يحكمها “محتالون ولصوص”.
وظهر نافالني في عدد من المسيرات للقوميين الروس في العقد الأول من القرن الحالي، وعبر عن آراء مناهضة للمهاجرين. وفي 2007 طُرِد من “حزب يابلكا” الليبرالي المعارض.
وعندما اندلعت المظاهرات ضد بوتين في ديسمبر 2011، كان من أوائل المشاركين في الاحتجاجات، وتم اعتقاله حينها.
وفي 2013، ترشح لمنصب عمدة موسكو، وحصل على 27% من الأصوات، ومنذ ذلك الحين مُنع لأسباب مختلفة من الترشح لمنصب الرئاسة.
وأدين عام 2013 بالاختلاس، فيما وصفها بـ”محاكمة ذات دوافع سياسية”، وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، لكن مكتب المدعي العام طالب لاحقاً بإطلاق سراحه في انتظار الاستئناف. وحكمت عليه محكمة أعلى فيما بعد بالسجن مع وقف التنفيذ.
وفي اليوم السابق للحكم، كان نافالني قد سجّل نفسه كمرشح لمنصب عمدة موسكو. ورأت المعارضة أن إطلاق سراحه جاء نتيجة احتجاجات كبيرة في العاصمة على الحكم الصادر بحقه.
واحتل نافالني المركز الثاني، وهو أداء مثير للإعجاب أمام مرشح منافس كان يحظى بدعم بوتين، ووصف نافالني هذه النتيجة بأنها انتصار للمعارضة الروسية.
وسخر نافالني وفريقه من الرئيس بوتين، وأنتجوا مقاطع فيديو، تمت مشاهدتها ملايين المرات على موقع يوتيوب، للكشف عن أنماط الحياة المترفة للنخبة الروسية، وفق “أسوشيتد برس”.
وتوقّع نافالني منذ فترة طويلة أن روسيا قد تواجه اضطرابات سياسية عنيفة، معتبراً إن بوتين “بنى نظاماً هشاً للحكم يعتمد على الفساد”.
وتزايدت شعبية نافالني بعد اغتيال المعارض الروسي بوريس نيمتسوف رمياً بالرصاص في عام 2015 على جسر بالقرب من الكرملين.
زعيم المعارضة
ونافالني (47 عاماً) هو الشخصية الأكثر شهرة في المعارضة الروسية المنقسمة، حيث يصفه أنصاره بـ”نيلسون مانديلا” الذي سيتم إطلاق سراحه يوماً ما من السجن لقيادة البلاد.
واعتبر الكرملين أن “لا أهمية سياسية” لنافالني، كما حرص بوتين على عدم ذكر اسمه أبداً، وكان يشير إليه بـ”ذلك الشخص” أو صياغة مماثلة.
وحظي نافالني بالإعجاب بعد عودته الطوعية إلى روسيا عام 2021 قادماً من ألمانيا، حيث خضع لعلاج ضد محاولة تسميم بغاز الأعصاب في سيبيريا، وألقي القبض عليه فور وصوله.
تسمم
وفي أغسطس 2020، أصيب نافالني بمرض أثناء رحلة جوية من سيبيريا إلى موسكو. وقام الطيار بهبوط اضطراري، وأنقذ حياته، ونُقل جواً إلى برلين، حيث عولج من آثار السم العصبي الذي أظهرت الاختبارات المعملية في 3 دول أنه “نوفيتشوك”، وهو سم تم تطويره في الاتحاد السوفيتي.
وانتحل نافالني صفة مسؤول روسي في مكالمة هاتفية مع أحد العملاء، وحمله على الكشف عن تفاصيل المؤامرة، بما في ذلك وضع السم داخل سرواله الداخلي، وهي الحلقة التي شكلت جزءاً من فيلم “نافالني” الحائز على جائزة الأوسكار.
ونافالني متزوج من يوليا نافالنايا. لديهم ابنة، داريا (داشا)، وهي طالبة في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة، وابن اسمه (زاخار).
الحرب في أوكرانيا
قال نافالني في جلسة استماع بالمحكمة في 2022: “هذه حرب غبية بدأها بوتين. هذه الحرب مبنية على الأكاذيب”.
وأضاف: “لقد وضع رجل مجنون مخالبه في أوكرانيا، ولا أعرف ماذا يريد أن يفعل بها هذا اللص المجنون”.
بوتين
وقال نافالني لـ”رويترز” في مقابلة عام 2011: “الفساد هو أساس روسيا المعاصرة، إنه أساس السلطة السياسية لبوتين”.
وقال عشية صدور الحكم في أحدث قضية: “أرجو أن تفكروا وتدركوا أن بوتين يحاول، من خلال سجن المئات، تخويف الملايين”.
“الخوف والموت”
“لماذا يجب أن أخاف؟” قال ذلك في عام 2011 عندما سُئل عن مخاطر تحدي الكرملين.
وقال لشبكة CNN: “إذا قرروا قتلي، فهذا يعني أننا أقوياء بشكل لا يصدق وعلينا استخدام هذه القوة وعدم الاستسلام”، وأضاف: “نحن لا ندرك مدى قوتنا في الواقع”.
وولد نافالني في منطقة بوتاين، على بعد حوالي 40 كيلومتراً (25 ميلاً) خارج موسكو. وحصل على شهادة في القانون من جامعة الصداقة الشعبية في عام 1998، وعلى زمالة من جامعة ييل الأميركية في عام 2010.