ترقب جمهوري لنتائج صناديق ساوث كارولاينا.. وترمب الأقرب

ترقب جمهوري لنتائج صناديق ساوث كارولاينا.. وترمب الأقرب

تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى ما ستسفر عنه صناديق الاقتراع في ولاية ساوث كارولاينا، لتحديد مدى سيطرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على الحزب الجمهوري، بعد فوزه في كل من أيوا ونيوهامشر وفيرجن أيلاند ونيفادا.

وبحسب استطلاعات التصويت المبكر الذي بدأ في 12 من فبراير وينتهي في 22 من الشهر نفسه، فإن ترمب متقدم بـ 30 نقطة على منافسته الوحيدة في السباق، حاكمة الولاية السابقة نيكي هيلي.

كما أن استطلاع للرأي أجرته جامعة “وينتروب” كشف أن 65% من إجمالي ناخبي الولاية قالوا إنهم سيصوتون لبايدن، فيما قال 72% من الناخبين الجمهوريين إنهم سيدعمون ترمب، اللافت أيضاً هو دعم المستقلين للرئيس السابق، إذ أبدى 43% منهم دعمهم له مقابل 42% لهيلي. 

وأظهر الاستطلاع أن ترمب يمكنه أن يهزم الرئيس الأميركي جو بايدن بـ 15 نقطة في الولاية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة حال ترشحهما، بينما يمكن أن تهزمه هيلي بـ18 نقطة.

لكن أهمية هذه الانتخابات ليس لكون الرئيس السابق متقدماً، وإنما لإمكانية هزيمة هيلي في الولاية التي كانت حاكمتها لفترتين منذ 2011 وحتى 2017، وهو ما يعكس إلى أي مدى بات ترمب ممسكاً بقاعدة الحزب الجمهوري. 

وتمثل الانتخابات في  ساوث كارولاينا، أول انتخابات في الولايات الجنوبية، وهي غالباً ما كانت المؤشر على من سيفوز بتسمية الحزب الجمهوري للرئاسة، فمنذ عام 1980، كل من فازوا في الانتخابات التمهيدية الجمهورية في الولاية حصلوا على تسمية الحزب، إلا في حالة السيناتور ميت رومني الذي خسر فيها، لكنه فاز بالتسمية.

كما أن ساوث كارولاينا شكلت المحطة الفارقة في انتخابات الحزب الديمقراطي، إذ إنها تعتبر الولاية التي حسمت تسمية جو بايدن، بسبب عدد أصوات الأميركيين الأفارقة، وهي الأصغر فيما يعرف بالجنوب العميق، ويتخطى طول شواطئها على المحيط الأطلسي 2800 ميل، وكانت أولى الولايات التي انفصلت في الحرب الأهلية، وفيها انطلقت أول رصاصة. 

كانت تسكنها أكثر من 30 قبيلة هندية عند وصول المستعمرين الإنجليز عام 1670، وساعدت خصوبة السهول الساحلية على ازدهار زراعة الأرز والقطن في الولاية، الأمر الذي أدى بالتالي إلى ازدهار مؤسسة العبودية بشكل كبير، إذ سرعان ما فاق عدد العبيد عدد السكان البيض، في الولاية التي شهدت أول تمرد ضد العبودية عام 1739.

ونشطت في الولاية، أعقاب الحرب العالمية الأولى حركة المؤمنين بتفوق العرق الأبيض المعروفة بـ”كو كلوكس كلان”.

وحالياً تحتضن الولاية أحد أكبر منشآت شركة بوينج العملاقة التي توظف تقريباً في مصنعها بشارلستون قرابة 7 آلاف موظف، بالإضافة إلى مصانع لكل من شركات بي إم دبليو وفولفو وميشلين.

نيكي هيلي

ونيكي هيلي هي أول حاكمة امرأة لولاية ساوث كارولاينا، وأول حاكمة ليست من أصول بيضاء، وثاني حاكم ولاية من أصول هندية على مستوى الولايات المتحدة بعد بوبي جيندال من لويزيانا.

ويمثل ولاية ساوث كارولاينا في مجلس النواب الأميركي 7 أعضاء، 6 منهم جمهوريون وديمقراطي واحد، بينما يمثلها في مجلس الشيوخ كل من الجمهوريين ليندسي جراهام وتيم سكوت، والاثنين أعلنا دعمهما لدونالد ترمب.

وما يحتاجه أي مرشح جمهوري للفوز بتسمية الحزب هو الحصول على تصويت 1215 من ممثلي الولايات، وبناء على النتائج الحالية استطاع ترمب حصد أصوات 63 ممثلاً، مقابل 17 لنيكي هيلي. 

وفي انتخابات ولاية ساوث كارولاينا، ستقسم أصوات الممثلين الخمسين للولاية بناء على النسبة التي يحصل عليها أي مرشح، ويحق لأي شخص التصويت في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في الولاية ما لم يصوت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي أقيمت في الثالث من فبراير، وتأمل هيلي أن تحمل أرقام ساوث كارولاينا ومعها ميشيجان، تغييراً في خارطة الأصوات قبل يوم الثلاثاء الكبير الذي يحمل إلى المؤتمر الحزبي 874 ممثلاً. 

وما تسعى إليه نيكي هيلي بحسب ما صرحت به، هو جعل المنافسة تبدو أقرب وتقليص الفارق في نسب التأييد في أعداد الممثلين، وما يمكنها من ذلك هو استمرار حملتها في الحصول على دعم كبار المتبرعين، حيث تمكنت من جمع 16 مليون ونصف المليون دولار خلال شهر يناير فقط.

وثمة من يرى أنه من الحكمة مواصلة السباق في وقت يواجه الرئيس الأميركي السابق، 91 تهمة في عدد من القضايا التي يلاحق بها، ما يجعل هيلي البديل الطبيعي في حال حصول أي تطور يحول دون استكمال ترمب السباق.

وحكم على ترمب، الجمعة، بدفع غرامة بقيمة تقارب 355 مليون دولار  أميركي مع منعه من تولي أي منصب مسؤول أو إداري في أي شركة بنيويورك، ومن إمكانية الحصول على أي قرض لمدة 3 سنوات، وذلك في قضية الاحتيال المالي التي رفعتها المدعية العامة في نيويورك ليتيتشيا جيمس، والتي اتهمته فيها بالمبالغة في تقدير ثروته للحصول على قروض أكبر. 

وتعتبر هيلي، أن ترشيح ترمب قد يجعل الجمهوريين يخسرون الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، كما حدث في الانتخابات النصفية عام 2022، كما أن سن المرشحين يشكل أحد بنود حملة نيكي التي قالت أكثر من مرة إن الحزب الذي سيسبق في جعل مرشحه الثمانيني متقاعداً، هو الذي سيفوز في الانتخابات المقبلة.

ويلي الانتخابات في ولاية ساوث كارولاينا، اقتراع في ولاية ميشيجان، ثم الثلاثاء الكبير، حيث تشهد 16 ولاية انتخابات تمهيدية من بينها ولايتي تكساس، وكاليفورنيا. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *