السودان.. البرهان يزور أم درمان بعد إعلان الجيش تحقيق “تقدم استراتيجي”
وصل قائد الجيش السوداني، رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى مدينة أم درمان في العاصمة الخرطوم، مساء الجمعة، بعد ساعات من إعلان الجيش عن “تقدم استراتيجي” تمثل في تنفيذ عملية التحام وتقدم من شمال وجنوب المدينة.
وقال الإعلام العسكري، في بيان، إن البرهان وصل المدينة برفقة الفريق أول أمن أحمد إبراهيم مفضل، مدير عام جهاز المخابرات العامة، حيث تفقد الأحوال، واطمأن على سير العمليات عشية تحقيق القوات المسلحة “انتصارات كبيرة عقب الفراغ من تنفيذ المرحلة الأولى”، وتلقى تقريراً عن سير العمليات.
واستقبل البرهان في أم درمان، الفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن حسن العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام، وقادة القوات بالمنطقة.
وكان الإعلام العسكري للجيش السوداني أعلن، في بيان، أن رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، بعث برقية تهنئة لقوات منطقتي كرري والمهندسين لـ”إنجاز المرحلة الأولى والصعبة وتطهير أم درمان من دنس المرتزقة”، وفق تعبير بيان الجيش.
وفي وقت سابق الجمعة، نشرت القوات المسلحة السودانية عبر صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، مقاطع مصورة قال إنها تُظهر تقدم قوات سلاح المهندسين في مناطق شمال أم درمان، مشيرةً إلى أنه “تم تدمير مركبات العدو وقتل العشرات”، في إشارة لقوات الدعم السريع.
وتشهد أحياء وسط مدينة أم درمان منذ أيام معارك ضارية، تركزت في محيط سوق المدينة والسوق الشعبي، إذ يسعى الجيش السوداني إلى فرض حصار على قوات الدعم السريع التي تتمركز بالقرب من هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني وسط المدينة.
وكان البرهان أجرى في 8 فبراير هذا الشهر زيارة تفقدية للمواقع الأمامية للقوات السودانية بمنطقة أم درمان.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على نحو مفاجئ في منتصف أبريل الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
مؤتمر فرنسي لدعم السودان
على الصعيد السياسي، قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ودبلوماسيون، الأربعاء، إن فرنسا ستعقد اجتماعاً وزارياً في منتصف أبريل هذا العام لمساعدة السودان والدول المجاورة على مواجهة تداعيات الحرب الأهلية التي أدت إلى نزوح الملايين، وأثارت تحذيرات من حدوث مجاعة.
وحثّت الأمم المتحدة الدول على عدم نسيان المدنيين المتضررين من حرب السودان، وناشدتها جمع 4.1 مليار دولار لتلبية احتياجاتهم الإنسانية ودعم أولئك الذين فروا إلى البلدان المجاورة.
ووفقاً للأمم المتحدة، يحتاج نصف سكان السودان، أي حوالي 25 مليون نسمة، إلى المساعدة الإنسانية والحماية، بينما فرَّ أكثر من 1.5 مليون شخص إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وجنوب السودان.
وقال سيجورنيه في جلسة برلمانية: “لا يمكن أن تصبح أزمة منسية”، مضيفاً أن المؤتمر سيعقد في 15 أبريل.
وتدور الحرب المستمرة منذ 10 أشهر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وفشلت الجهود الدبلوماسية حتى الآن في إنهاء الصراع.
وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية أن المؤتمر سيجمع وزراء من الدول المجاورة، وجهات إقليمية فاعلة، ودولاً غربية، إضافة إلى وكالات تابعة للأمم المتحدة، ومنظمات غير ربحية عاملة في المنطقة.
وصرح دبلوماسيون بأن محادثات ستجري أيضاً بشأن الوضع السياسي، رغم أنه من غير المقرر دعوة الفصيلين المتحاربين.