مؤتمر ميونيخ.. دعوات لتعزيز قدرات أوروبا العسكرية وتحذير من نفاذ أسلحة كييف

قال المستشار الألماني أولاف شولتز، السبت، إن أوروبا يجب أن تعزز قدرتها على الدفاع عن نفسها، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الأميركية المقبلة، أو كيف ستنتهي الحرب في أوكرانيا، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن نقص الأسلحة الذي يعاني منه جيش بلاده يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قال إنه لن يدافع عن الحلفاء داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يفشلون في إنفاق ما يكفي على الدفاع، إذا أعيد انتخابه في وقت لاحق من هذا العام. ويمنع الجمهوريون المؤيدون لترمب في الكونجرس المساعدات المخصصة للدفاع عن أوكرانيا ضد روسيا.
وأضاف شولتز خلال جلسة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن: “علينا نحن الأوروبيون أن نهتم أكثر بأمننا، الآن وفي المستقبل”.
وأضاف شولتز أن ألمانيا، وهي أكبر اقتصاد في أوروبا، رفعت إنفاقها على الدفاع إلى 2% من الناتج المحلي، و”ستواصل تحقيق هذا الهدف” الذي وضعه حلف “الناتو”.
وأشار شولتز إلى أن بلاده “تناقش أيضاً مع حليفتيها فرنسا وبريطانيا تطوير أسلحة دقيقة قادرة على الوصول إلى مسافة بعيدة، من أجل ضمان أن تظل استراتيجية الردع الخاصة بها متطورة”.
ومع ذلك، عارض شولتز تصريحات ترمب قائلاً إن “أي تعامل بطابع نسبي مع بند الدفاع في حلف شمال الأطلسي، لا يخدم إلا أولئك الذين يريدون إضعافنا، مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”، مشدداً على أن “الروابط عبر الأطلسي ما زالت قوية”.
وفي اليوم الأول للمؤتمر، الجمعة، والذي هزته أنباء وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني، سعت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إلى طمأنة أوروبا.
وقالت هاريس إن “التزامنا المقدس، والتزام الرئيس جو بايدن تجاه حلف شمال الأطلسي لا يزال راسخاً”، مضيفة أن الإدارة الأميركية “ستواصل الضغط لمساعدة أوكرانيا في تأمين الأسلحة والموارد التي تحتاجها”.
وأشارت هاريس إلى أن “التزامنا ببناء التحالفات واستدامته ساعد أميركا على أن تصبح أقوى وأكثر دولة مزدهرة في العالم”، مؤكدة أن “تعريض كل ذلك للخطر سيكون أمراً غبياً”.
“نقص الأسلحة يدعم بوتين”
إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن عدم حصول بلاده على الأسلحة يعزز موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحث الحلفاء على سد ما وصفه بالنقص “المصطنع” في الأسلحة.
وأضاف في كلمة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: “لسوء الحظ فإن إبقاء أوكرانيا في حالة عجز مصطنعة فيما يتعلق بالأسلحة، خاصة في ظل العجز في المدفعية والقدرات (من الأسلحة) بعيدة المدى، يسمح لبوتين بالتكيف مع الوتيرة الحالية للحرب. هذا الإضعاف الذاتي للديمقراطية يقوض مع مرور الوقت تصميمنا المشترك”.
وأشار إلى بلدة أفدييفكا المدمرة في شرق أوكرانيا، والتي انسحبت منها القوات الأوكرانية، إذ تواجه أوكرانيا نقصاً حاداً في الذخيرة، مع تأخير الكونجرس المساعدات العسكرية الأميركية لعدة أشهر.
وقال زيلينسكي: “لا تسألوا أوكرانيا متى ستنتهي الحرب. اسألوا أنفسكم، لماذا لا يزال بوتين قادراً على الاستمرار فيها؟”، مشيراً إلى أن إرسال حزم إضافية من الأسلحة والدفاعات الجوية إلى أوكرانيا هو “أهم شيء يمكن أن يفعله حلفاؤها الآن”.
واعتبر زيلينسكي أن “من المستحيل رؤية بوتين زعيماً شرعيً لروسياً بعد وفاة نافالني”، وأضاف: “بوتين يقتل من يشاء، سواء كان زعيماً للمعارضة أو أي شخص يبدو هدفاً له”.