بلينكن: إسرائيل أمام “فرصة استثنائية”.. ولن ندعم اجتياح رفح “دون خطة”

بلينكن: إسرائيل أمام “فرصة استثنائية”.. ولن ندعم اجتياح رفح “دون خطة”

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، إن هناك “فرصة استثنائية” أمام إسرائيل في الأشهر المقبلة من أجل اندماجها في المنطقة، مؤكداً ضرورة إنشاء الدولة الفلسطينية من أجل تحقيق أمن مستدام في المنطقة.

وأضاف بلينكن خلال حلقة نقاش في مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي: “تقريباً كل دولة عربية تريد الآن بصدق دمج إسرائيل في المنطقة لتطبيع العلاقات.. وتقديم التزامات وضمانات أمنية، حتى تشعر إسرائيل بمزيد من الأمان”.

وأضاف بلينكن: “أعتقد أن هناك أيضاً ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، للمضي قدماً في إقامة دولة فلسطينية، تضمن أيضاً أمن إسرائيل”.

وأوضح: “إسرائيل ربما آمنة الآن، ولكنها هل آمنة على المدى البعيد؟ هذا سؤال صعب، كيف نضمن أن دائرة العنف هذه لن تتكرر مرة أخرى، بعد 5 أو 10 سنوات أخرى”، داعياً إسرائيل إلى انتهاز هذه الفرصة من أجل “إنهاء دائرة العنف”.

وأشار بلينكن إلى أن “هناك جهوداً حقيقية تقودها الدول العربية لتنشيط السلطة الفلسطينية، حتى تكون أكثر فعالية في تمثيل الفلسطينيين”، وأيضاً لتكون “شريكاً مع إسرائيل في مستقبل المنطقة”.

وأكد بلينكن أن قيام دولة فلسطينية “أصبح أمراً عاجلاً أكثر من أي وقت مضى”، وهي أيضاً: “ضمان لأمن إسرائيل”، معتبراً أن تحقيق ذلك سيجعل من المنطقة آمنة أكثر من أي وقت مضى.

ولفت إلى ما اعتبره “التهديد الأول لأمن المنطقة” وهي إيران، والتي يرى أنها ستصبح “معزولة” هي و”الفصائل التي تدعمها”، من خلال مسار السلم في المنطقة، قائلاً إن هذا المسار “صعب” ولكن تحقيقه ممكن وواضح.

شرط أميركي لاجتياح رفح

وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، إن الوزير أنتوني بلينكن أبلغ الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، بأن واشنطن لا يمكنها دعم عملية عسكرية برية في رفح دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ، لضمان سلامة أكثر من مليون نازح يتكدسون هناك.

وأضافت الوزارة، في بيان، أن بلينكن أكد لهرتسوغ ضرورة أن تتخذ كل الأطراف التدابير الممكنة، لحماية أرواح المدنيين ومنع توسع الصراع، والتزام واشنطن بالسلام الدائم بالشرق الأوسط بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مع ضمان أمن إسرائيل.

رفض إسرائيل

وطلب بلينكن مؤخراً من وزارة الخارجية إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن الاعتراف الأميركي والدولي المحتمل بالدولة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب على غزة، حسبما أفاد موقع “أكسيوس” قبل أسبوعين.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أنه لم يحدث أي تغيير في السياسة، وقالت إن المراجعة جزء من عملية مستمرة للنظر في خيارات سياسية مختلفة.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أي اعتراف دولي بدولة فلسطينية خارج إطار “استئناف المحادثات المباشرة”، بين الأطراف الإسرائيلية والفلسطينية.

وكتب نتنياهو على منصة “إكس”: “إسرائيل ترفض قطعاً الإملاءات الدولية بشأن تسوية دائمة مع الفلسطينيين”، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات يجب أن تكون “من دون شروط مسبقة”.

وكان وزيرا الأمن القومي والمالية الإسرائيليان اليمينيان المتطرفان، إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، رفضا أيضاً، الخميس، خطة في هذا الإطار تحدثت عنها صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

فيما رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الخميس، بالجهود المبذولة للتوصل لمبادرة سياسية تقود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وانتقدت تصريحات وزراء إسرائيليين رفضوا فكرة إقامة الدولة، وطالبت بفرض عقوبات دولية وأميركية عليهم.

جدول زمني لإقامة دولة فلسطينية

إلى ذلك، تسارع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ومجموعة صغيرة من الشركاء في الشرق الأوسط لاستكمال خطة مفصلة وشاملة لتحقيق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، تشمل جدولاً زمنياً ثابتاً لإقامة دولة فلسطينية، يمكن الإعلان عنه في أقرب وقت ممكن خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حسبما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”.

وأشارت الصحيفة الأميركية، الخميس، إلى أن الحاجة الماسة إلى الجهد المبذول ترتبط بشكل مباشر بهدنة مقترحة في القتال وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة من قبل حركة “حماس”، والذين يجري التفاوض بشأنهم بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وعرب لم تكشف هوياتهم، قولهم إن وقفاً مبدئياً لإطلاق النار، من المتوقع أن يستمر لمدة 6 أسابيع على الأقل، سيتيح الوقت لإعلان الخطة وحشد دعم إضافي، واتخاذ الخطوات الأولية نحو تنفيذها، بما في ذلك تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة.

وأشار المسؤولون، إلى أن المخططين يأملون في إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى قبل بداية شهر رمضان، الذي يبدأ في 10 مارس، خشية أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والأجواء المتوترة في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *