زيلينسكي يدعو “السيد ترمب” لجولة على خط المواجهة في أوكرانيا

زيلينسكي يدعو “السيد ترمب” لجولة على خط المواجهة في أوكرانيا

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، لزيارة كييف، من أجل رؤية الحرب مع روسيا بأم عينيه، قائلاً إنه إذا قرر “السيد ترمب” المجيء فأنا مستعد للذهاب معه إلى خط المواجهة”، وذلك حسبما نقلت عنه مجلة “بوليتيكو” الأميركية.

وأضاف زيلينسكي، في مؤتمر ميونيخ للأمن: “أعتقد أننا إذا أجرينا حواراً بشأن كيفية إنهاء الحرب، فعلينا أن نوضح لصناع القرار كيف تبدو الحرب على أرض الواقع، وليست تلك الموجودة في إنستجرام”.

ويتقدم ترمب في استطلاعات الرأي لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل كمرشح عن الحزب الجمهوري، ولكنه تعهد مراراً بوقف المساعدات لأوكرانيا وإجبار كييف على الجلوس على طاولة المفاوضات مع روسيا.

ومع ذلك، كان زيلينسكي حريصاً على عدم حرق الجسور مع ترمب، إذ حرص على مخاطبته بكلمة “السيد”، ولم ينتقده بشكل مباشر، بل شجعه على معرفة المزيد عن الحرب من خلال زيارة البلاد، حسب المجلة.

وأثناء ظهوره في مؤتمر ميونيخ، دعا الرئيس الأوكراني مرة أخرى إلى سرعة تسليم قذائف المدفعية والصواريخ طويلة المدى إلى كييف.

وفي حديثه عن نقص الذخيرة، قال زيلينسكي إن القادة الأوكرانيين قرروا الانسحاب من مدينة أفدييفكا المُحاصرة في مواجهة الهجمات التي لا هوادة فيها من قبل القوات الروسية.

إحباط متزايد

وأشارت المجلة الأميركية إلى أن هناك حالة من الإحباط المتزايد جرّاء الجمود السياسي في واشنطن الذي أدى إلى تعثر تمرير مشروع قانون بقيمة 95 مليار دولار للمساعدات العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل، إذ ذهب مجلس النواب الأميركي في عطلة لمدة أسبوعين دون حل هذه المسألة، على الرغم من نقص الذخيرة لدى القوات الأوكرانية.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، خلال حلقة نقاشية أعقبت كلمة زيلينسكي، إن “عدم اتخاذ قرار في الكونجرس الأميركي له تأثير مباشر على الخطوط الأمامية في أوكرانيا”.

 وأضاف: “ليس من اختصاصي تقديم المشورة بشأن كيفية تمرير التشريعات في الكونجرس الأميركي، ولكن حان الوقت الآن للولايات المتحدة للوفاء بما تعهدت به”.

ولفتت المجلة إلى أنه “على الرغم من شعور أوكرانيا باليأس، فإنه لا توجد دلائل تُذكر على انتهاء الجمود الحزبي في واشنطن قريباً”، ناقلة عن السيناتور الجمهوري بيت ريكيتس قوله: “يستغرق الأمر وقتاً لتسوية الأمور في ظل النظام الديمقراطي”.

وأثار ذلك انتقادات شديدة من رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس، التي حذرت من أن تكاليف تقاعس الولايات المتحدة قد تكون باهظة للغاية، وشبهت الوضع الحالي بالفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية.

وتابعت: “إطالة الوقت تصب في صالح بوتين، وإذا عزلت أميركا نفسها، فسيكلفها ذلك المزيد من الخسائر في نهاية المطاف”.

رسالة إلى ميونيخ

من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الأوكراني أن وفاة المعارض الروسي الشهير أليكسي نافالني في السجن كانت رسالة واضحة لأولئك الموجودين في ميونيخ، وأنها يجب أن تشجع الدول الغربية على دعم الدفاع عن أوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي، وسط تصفيق القاعة: “هذه حرب روسيا ضد كل القواعد”، محذراً الحاضرين: “إذا لم تتمكنوا من التحرك الآن، فإن بوتين سيجعل السنوات المقبلة كارثية بالنسبة للدول الأخرى أيضاً”.

ويعد ظهور زيلينسكي في ميونيخ جزءاً من حملة مستمرة لتعزيز علاقات كييف مع حلفائها الغربيين، إذ ذهب إلى برلين وباريس، قبل ميونيخ، وذلك لتوقيع اتفاقيات أمنية، إضافة إلى توقيع اتفاقية مماثلة مع المملكة المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *