“الأغذية العالمي” يوقف المساعدات إلى شمال غزة.. وإسرائيل تأمر بإجلاء جديد للجنوب
أعلن برنامج الغذاء العالمي وقف تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة مؤقتاً، فيما طالب الجيش الإسرائيلي فلسطينيين في شمال القطاع بمغادرة منازلهم باتجاه الجنوب.
وقال البرنامج التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، إنه أوقف مؤقتاً تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة حتى تسمح الظروف في القطاع الفلسطيني بتوزيع آمن.
وذكر في بيان “قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة لم يتم اتخاذه باستخفاف لأننا ندرك أنه يعني تدهور الوضع أكثر هناك وأن عددا أكبر من الناس سيواجهون خطر الموت جوعا”.
كما طالب الجيش الإسرائيلي سكان منطقتي الزيتون والتركمان، الثلاثاء، بمغادرة منازلهم والتوجه إلى المواصي جنوبي قطاع غزة، في الوقت الذي تحذر فيه منظمات دولية من أن حياة الأطفال مهدّدة بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية في القطاع.
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في منشور على فيسبوك: “نداء عاجل إلى كل السكان المتواجدين في أحياء الزيتون والتركمان في قطاع غزة.. حرصاً على سلامتكم ندعوكم إلى الانتقال فوراً عبر شارع صلاح الدين إلى المنطقة الإنسانية في المواصي”.
وذكر شهود لوكالة أنباء العالم العربي AWP، أن حي الزيتون جنوب مدينة غزة يشهد اشتباكات ضارية بين فصائل فلسطينية وقوات إسرائيلية، مشيرين إلى أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت عشرات القذائف على عدة أهداف في المنطقة.
وتعهدت إسرائيل بتوسيع هجومها ليصل إلى مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث لجأ أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة هرباً من القتال، واحتشد معظمهم في مخيمات مترامية الأطراف وملاجئ مكتظة تديرها الأمم المتحدة.
غارات ومعارك عنيفة
وقال سكان إن غارات جوية ومعارك برية عنيفة وقعت في الأجزاء الشرقية من مدينة غزة خلال اليومين الماضيين. وقال أيمن أبو عوض، الذي يعيش في حي الزيتون: “الوضع صعب للغاية، نحن محاصرون داخل منازلنا”، وفق “أسوشيتدبرس”.
تأتي الدعوة إلى المغادرة في وقت تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” تفاقم البؤس في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث أودى الهجوم الجوي والبري الذي تشنه إسرائيل بحياة أكثر من 29 ألف فلسطيني، وطمس أحياء بأكملها، وشرد أكثر من 80% من السكان،
وقالت المنظمة، في تقرير، إن 90% من الأطفال دون سن الثانية و95% من النساء الحوامل والمرضعات يواجهون فقراً غذائياً حاداً، ما يعني أنهم استهلكوا مجموعتين غذائيتين أو أقل في اليوم السابق، والطعام الذي يمكنهم الحصول عليه هو ذو قيمة غذائية منخفضة للغاية. وتتأثر نسبة مماثلة بالأمراض المعدية، إذ يعاني 70% من الإسهال في الأسبوعين الماضيين.
ويفتقر أكثر من 80% من المنازل إلى المياه النظيفة والآمنة، إذ تحصل الأسرة المتوسطة على لتر واحد للشخص الواحد يومياً، وفقاً للتقرير.
وفي مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب غزة، حيث تدخل معظم المساعدات الإنسانية، يبلغ معدل سوء التغذية الحاد 5%، مقارنة بنحو 15% في شمال غزة، الذي عزله الجيش الاسرائيلي، وانقطعت عنه المساعدات إلى حد كبير لعدة أشهر.
وفاة الأطفال
وقال تيد شيبان، مسؤول المنظمة، في بيان: “قطاع غزة على وشك أن يشهد انفجاراً في حالات الوفاة للأطفال التي يمكن تجنبها، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم مستوى وفيات الأطفال الذي يصعب تحمله بالفعل في غزة”.
وأضاف: “حذرنا منذ أسابيع من أن قطاع غزة على شفا أزمة تغذية. إذا لم ينته النزاع الآن، فإن تغذية الأطفال ستواصل الانخفاض، ما يؤدي إلى حدوث حالات وفاة يمكن الوقاية منها أو مشكلات صحية تؤثر على أطفال غزة لبقية حياتهم وستكون لها عواقب محتملة بين الأجيال”.
وحذر تقرير لهيئة الأمم المتحدة، في ديسمبر، من أن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أزمة غذاء، ويواجه ربع السكان المجاعة.
وتقول إسرائيل إنها لا تقيد استيراد الإمدادات الإنسانية، لكن منظمات إغاثية تقول إن توصيل الإمدادات داخل غزة يعاني بشدة بسبب إغلاق الطرق الإسرائيلية وانهيار القانون والنظام.
وذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، المزود الرئيسي للمساعدات في غزة، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن إسرائيل تحتجز شحنة غذائية يمكن أن تطعم أكثر من مليون شخص.
واتهمت إسرائيل 12 موظفاً في الوكالة بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر، دون تقديم أدلة، ما دفع العديد من الدول المانحة إلى تجميد التمويل الحيوي للوكالة، حتى بعد قرارها بفصل العمال وفتح تحقيق مستقل.