بينالي الدرعية للفن المعاصر .. الطبيعة تحفّز الإبداع
انطلقت الدورة الثانية من بينالي الدرعية للفن المعاصر 2024، الثلاثاء، تحت شعار “ما بعد الغيث”، وذلك في حي جاكس في الدرعية.
يضم البينالي أعمالاً لافتة لـ 100 فنان محلي وعالمي، منهم 30 فناناً من دول الخليج، و177 عملاً متعدّد الوسائط. توزّعت الأعمال على 6 قاعات وفناءات داخلية وخارجية، على مساحة 12,900 متر مربع.
تشرف على الدورة الحالية المديرة الفنية المعروفة أوتي ميتا باور. وترتكز الأعمال المعروضة على البحث الفني، وتستمدّ إبداعها من الرحلات التي أجراها فريق القيّمين الفنيين في جميع أنحاء السعودية، وأسفرت عن حوار فني خلاق بين مختلف الأجيال.
جمع بينالي “ما بعد الغيث”، فنانين من خلفيات وثقافات وبيئات متنوّعة، تأملوا العلاقة بين البشر والطبيعة، وتفاعلو مع البيئة المحيطة بهم، وتركّزت أعمالهم على الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل الماء والغذاء.
كما يسرد الفنانون في أعمالهم، التاريخ من وجهة نظرهم، ومن مجتمعات تعيش مرحلة تحوّلات متسارعة، إذ تحثّ الأعمال المشاركة الزوّار، على الاستمتاع بالاقتراحات الفنية عن كثب، ويقدّم البينالي تجربة متعدّدة الحواس، ما بين اللمس والتذوق وروائح البلدان، ويدعو الزوار كي يكونوا جزءاً من رحلة غامرة.
أعمال فنية وعروض مسرحية
في هذه الدورة، قدّمت مؤسسة بينالي الدرعية دعماً لـ 47 عملاً إبداعياً جديداً لفنانين في المركز الثقافي الفني، الذي يقع في الدرعية القديمة.
يتألف البينالي من المعرض الفني، والورش الفنية، وعروض للأفلام على مسرح الصندوق الأسود، ومنطقة للأعمال الفنية التي تستند على البحوث، وعروض مشاريع بحثية ومحادثات فنية.
كما يتضمّن سلسلة من اللقاءات والحوارات بين الفنانين، انطلقت في شهر أبريل 2023 تحت عنوان (سلسلة لقاءات البينالي)، تتواصل على مدى العام، بالتزامن مع منصّة “حديقة التعلم” التفاعلية، التي تواصل تقديم الأفكار بعد اختتام البينالي في مايو المقبل.
بينالي ينبض بالحياة
وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة بينالي الدرعية آية البكري، “إن النسخة الثانية من بينالي الدرعية للفن المعاصر، تتحقّق في ظلّ النهضة الكبرى، والنقلة الحضارية والتنموية التي تعيشها المملكة، وخصوصاً في قطاع الفنون”.
وأكدت أن دورة “ما بعد الغيث”، هي تجربة ثقافية تدعو للتأمل، وتخاطب حواس الزوّار من جميع الثقافات والأعمار”. وأشادت بالجهود التي بذلتها المديرة الفنية أوتي ميتا باور، والقيّمين الفنيين للدورة الثانية، وعمق البحث الذي أجروه، ما أضفى جواً من الإبداع والحيوية على البينالي”.
من جهتها، أشارت أوتي ميتا باور إلى أنها حرصت” على تقديم بينالي نابض بالحياة، من خلال فكرة ما بعد الغيث”.
أضافت:”نحن فخورون في بينالي الدرعية، بأننا قدّمنا ثلاثة أجيال من الفنانين، تجسّد أعمالهم تعقيدات البيئة وأزماتها، وإعمار الأرض وتجدّدها، في حين يطرح فنانون آخرون أسئلة حول التراث والحفاظ عليه، والحِرف اليدوية التي تستخدم المواد الطبيعية، ويكشفون في أعمالهم عن معرفة فريدة بتلك الأمور”.