“ليلة مقمرة” تثير جدلاً بين متاحف روسيا وأوكرانيا
بيعت لوحة بعنوان “ليلة مقمرة” للفنان الروسي إيفان إيفازوفسكي في دار مزادات موسكو، بمليون دولار، الاثنين.
وأثارت عملية البيع جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية، إذ ادّعت جهات أوكرانية أن اللوحة سُرقت من متحف “ماريوبول” للتقاليد المحلية، وهو متحف تاريخي إقليمي في أوكرانيا.
نشرت هذه اللوحة على نطاق واسع في الصحافة الأوكرانية، بما في ذلك صحف “كييف إندبندنت”، و”برافدا”، وأكدت وكالة الأنباء الروسية “تاس” بيع اللوحة بسعر أقل من السعر المطلوب، بلغ 92 مليون روبل (995 ألف دولار).
يعدّ إيفازوفسكي (1817-1900)، أحد أعظم أساتذة الفن البحري. ولد لعائلة أرمنية في ميناء فيودوسيا على البحر الأسود في شبه جزيرة القرم، تغيّرت هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية بين القوى المختلفة مرّات عدّة على مرّ السنين، وخضعت للحكم الروسي منذ عام 2014.
وكتب نائب المدعي العام الأوكراني Gyunduz Mamedov على منصّة (إكس)، “إن اللوحة نقلت إلى متحف “سيمفيروبول” للفنون في شبه جزيرة القرم عام 2014، ضمن مجموعة أعمال فنية أخرى، في انتهاك للقانون الدولي، مشيراً إلى أن الإنتربول وضع اللوحات على قائمة المطلوبين الدولية”.
وقالت ليديا زينينجر، المديرة التنفيذية للمعهد الأوكراني الأميركي لموقع “Artnet News”: “تمّ توثيق هذا العمل الفني علناً على أنه مسروق من متحف في أوكرانيا، وهو المكان الذي يجب إعادته إليه”.
أضافت: “طرح اللوحة للبيع بالمزاد العلني، يعدّ إهانة لقواعد النظام الدولي، وانتهاكاً صارخاً لقوانين اليونسكو، التي تحمي الأعمال الفنية المسروقة، ودليلاً واضحاً على حملة روسيا لتدمير التراث الثقافي لأوكرانيا”.
ووفقًا لصحيفة البرافدا الروسية، “اتفق متحف “سيمفيروبول” للفنون، ومتحف “ماريوبول” للتقاليد المحلية عام 2014، على إرسال 52 لوحة من صندوق المتحف الأوكراني إلى ماريوبول من شبه جزيرة القرم لإقامة معرض.
في مارس 2014، طالب متحف “سيمفيروبول” بإعادة الأعمال في وقت مبكر إلى شبه جزيرة القرم، التي أصبحت منذ ذلك الحين تحت الاحتلال الروسي. وفي وقت لاحق، قام مسؤول من متحف كويندجي للفنون في ماريوبول بتسليم اللوحات إلى متحف القرم.
من جهتها، نفت دار مزادات موسكو الادعاءات بأن اللوحة سُرقت بحسب وكالة “تاس”، قائلة إن إيفازوفسكي أنتج لوحات مماثلة، وأن هذه لوحة قماشية مختلفة، يحمل كلاهما عنوان “Moonlit Night”.
لكن الدار أكدت أن اللوحة التي باعتها يعود تاريخها إلى عام 1878، وتصوّر القسطنطينية، وتم الحصول عليها في السويد من مزاد ستوكهولم عام 2008، بينما يعود تاريخ اللوحة الأخرى إلى عام 1882، وتصوّر ساحل البحر الأسود بالقرب من فيودوسيا، ولا تزال موجودة في متحف “سيمفيروبول” للفنون.
وقال سيرجي بودستانيتسكي، المؤسس المشارك لدار مزادات موسكو، لوكالة “تاس” الروسية: “لا يوجد دليل يدعم الادعاءات الغريبة التي قدّمها البعض حول سرقة اللوحة”.