تزايد الاهتمام الآسيوي بأنظمة الدفاع مع تصاعد هجمات البحر الأحمر

تزايد الاهتمام الآسيوي بأنظمة الدفاع مع تصاعد هجمات البحر الأحمر

دفعت الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر باستخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن، إلى إثارة اهتمام دول آسيوية بالأنظمة القادرة على إسقاطها، بحسب ما أفاد خبراء ومسؤولون بقطاع الدفاع لوكالة “رويترز”.

ووفق بيانات القيادة المركزية للجيش الأميركي، أطلق الحوثيون في الفترة من 27 نوفمبر إلى 20 فبراير، ما مجموعه 48 صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن في البحر الأحمر، تم اعتراض 12 منها. وأشارت البيانات إلى أن الكثير من هذه الصواريخ التي أطلقها الحوثيون لم تُشكل أي خطر، ولم يتم اعتراضها.

وقال مسؤول تنفيذي كبير في شركة خدمات دفاعية أميركية، على هامش “معرض سنغافورة للطيران” هذا الأسبوع، إن نشاط الدفاع الجوي في البحر الأحمر وفي أوكرانيا لفت انتباه عملاء محتملين في آسيا. 

وأضاف المسؤول في تصريحات لـ”رويترز”: “ما نشهده هو زيادة في الطلب على الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل هنا”، لافتاً إلى أن ذلك يشمل أجهزة استشعار لرصد الأهداف، والأسلحة اللازمة لإسقاطها، وأنظمة القيادة والسيطرة التي تربط كل ذلك.

بدوره، رأى روبرت هيوسون، من شركة “ساب” السويدية، خلال المعرض الجوي، أن زيادة اهتمام العملاء في آسيا لم يعد يتركز على مواجهة الصواريخ الباليستية فحسب، بل أيضاً على التهديدات الجوية الصغيرة “منخفضة المستوى”، مثل الطائرات المسيرة التي يتزامن إطلاقها مع هجمات أكبر في البحر الأحمر.

وذكر مسؤول دفاعي في الولايات المتحدة، أنه كلما كانت الصواريخ الباليستية المضادة للسفن في نطاق سفينة حربية، يتم اعتراضها.

وهناك مدمرات تابعة للبحرية الأميركية مجهزة بنظام الدفاع الجوي “Aegis”، بمكونات من شركة “لوكهيد مارتن”، من بين أنظمة أخرى، وهو مصمم لإسقاط طائرات، وصواريخ “كروز”، وصواريخ باليستية.

كما يُستخدم “Aegis” صواريخ “SM-2″، و”SM-3″، و”SM-6” من “رايثيون” التابعة لـ”RTX” لاعتراض التهديدات.

ورفض متحدث باسم شركة “رايثيون” التعليق على ما إذا كانت الشركة وجدت زيادة في الاهتمام بأنظمة الدفاع الصاروخي منذ بدء هجمات الحوثيين. وقدم متحدث باسم “لوكهيد مارتن” معلومات عامة حول زيادة إنتاج أنظمة معينة.

وأشار متحدث باسم مجموعة “MBDA” الأوروبية المتخصصة في أنظمة الدفاع خلال “معرض سنغافورة الجوي”، إلى أن الحكومة البريطانية أرست عليها عقداً بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني (505 ملايين دولار) في يناير لتحديث نظامها الدفاعي الجوي “Sea Viper” للتعامل مع الصواريخ الباليستية.

وقال مدير في أحد برامج الدفاع الصاروخي مطلع بشكل مباشر على نظام “Aegis” إن من أهم الدروس المستفادة من ذلك الصراع هو أن سفن الدفاع الصاروخي يجب أن تضم “مخازن ذخيرة عميقة، تحمل ما يكفي من الصواريخ الاعتراضية للسماح بالإطلاق عدة مرات صوب كل تهديد”.

منظومة صينية معقدة

وأوضح الأدميرال في البحرية الأميركية مارك ميلسون، قائد المجموعة اللوجستية لغرب المحيط الهادي، خلال المعرض الجوي، إن “الجيش يبحث الدروس المستفادة من اعتراض الصواريخ التي يمكن تطبيقها في آسيا وأماكن أخرى”.

ويقول الحوثيون إن جميع صواريخهم من إنتاج محلي، بينما يعتقد الخبراء والجيش الأميركي ووكالة استخبارات الدفاع، يعتقدون أن إيران هي من تزود الحوثيين بالأسلحة، أو على الأقل ساعدتهم في تصنيعها.

وقال أنكيت باندا، من مؤسسة “كارنيجي للسلام الدولي”، إنه في كلتا الحالتين، فإن الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وعمليات الاستهداف الجلية في البحر الأحمر بدائية، مقارنة بما يمكن أن تفعله الصين.

وتابع: “مدى تعقد منظومة الصين للصواريخ الباليستية المضادة للسفن بشكل عام، بما في ذلك المدى الذي تطمح إلى تسجيله، يفوق تلك الصواريخ التي رأينا الحوثيين يستخدمونها.. أعتقد أن من الأفضل لكل من بكين وواشنطن عدم المبالغة في تفسير الدروس المستفادة بشأن قدرات وحدود الصواريخ الباليستية المضادة للسفن من تجربة الأشهر القليلة الماضية في البحر الأحمر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *