واشنطن تستعد لهبوط أول مركبة فضائية على القمر منذ 5 عقود
تسعى مركبة الهبوط الرائدة “أوديسيوس” التابعة لشركة Intuitive Machines الأميركية، إلى حفر اسمها في التاريخ من خلال تنفيذ أول هبوط للولايات المتحدة على سطح القمر منذ أكثر من نصف قرن، حيث من المتوقع أن تصل المركبة الفضائية في وقت مبكر الجمعة.
واعتبرت الشركة أن تلك المهمة تُمثل علامة بارزة في استكشاف الفضاء، إلى جانب كونها أول هبوط سلس أميركي على سطح القمر منذ عصر أبولو، وقبل ما يزيد قليلاً عن نصف قرن.
ودخلت المركبة الفضائية مدار القمر، الأربعاء، ومن المقرر أن تبدأ عملية الهبوط في موعد لا يتجاوز الساعة 10:30 من مساء الخميس بتوقيت جرينتش.
وفي البداية ستستخدم المركبة نظام التوجيه الخاص بها، على ارتفاع 100 كيلومتر، لتصل إلى نقطة تبعد حوالي 30 كيلومتراً فوق موقع الهبوط المحدد، ثم تهبط مباشرة إلى الأسفل.
ومن المتوقع أن يُؤدي المحرك الكبير الموجود على متن المركبة إلى إبطاء عملية الهبوط إلى متر واحد فقط في الثانية لحظة الهبوط.
وستهبط المركبة، التي يبلغ وزنها حوالي 675 كيلوجراماً، بالقرب من الحفرة القمرية “مالبيرت”، الواقعة على بعد حوالي 300 كيلومتر من القطب الجنوبي للقمر، وهي عبارة عن منطقة مليئة بالفوهات بجوار جبال يبلغ ارتفاعها 5 كيلومترات.
وتحمل المركبة مجموعة من الأدوات العلمية والنماذج التكنولوجية لصالح إدارة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا” وعدة عملاء تجاريين، وهي مصممة للعمل بالطاقة الشمسية لمدة 7 أيام قبل غروب الشمس فوق موقع الهبوط القطبي.
وستركز الأدوات والنماذج التابعة لـ”ناسا” على جمع البيانات الخاصة بتفاعلات الطقس في الفضاء مع سطح القمر، وعلم الفلك اللاسلكي، وجوانب أخرى من البيئة القمرية لمركبات الهبوط المستقبلية، وخطط ناسا لإرسال رواد الفضاء مجدداً في وقت لاحق من العقد الحالي.
وتُعد المنطقة إحدى المواقع المدرجة في قائمة “ناسا” المختصرة، والتي تهدف الوكالة من خلالها إلى إرسال رواد فضاء أميركيين في وقت لاحق من هذا العقد كجزء من برنامج “أرتميس”.
ومن بين المكونات البارزة للحمولة، هناك 6 أدوات مقدمة من “ناسا”، وهي جزء لا يتجزأ من برنامج خدمات الحمولة القمرية التجارية CLPS التابع للوكالة، والذي يهدف إلى تعزيز الأهداف الشاملة لمبادرة “أرتميس” لاستكشاف القمر.
بالإضافة إلى ذلك، تحمل المركبة “أوديسيوس” مجموعة من 6 حمولات تجارية، تشمل تجارب وتقنيات متنوعة.
كما تحمل أيضاً 125 منحوتة مصغرة من الفولاذ المقاوم للصدأ، تُمثل مراحل القمر المختلفة.
وتدور المركبة الفضائية غير المأهولة حول القمر على ارتفاع 92 كيلومتراً تقريباً فوق سطحه منذ وصولها إلى المدار الأربعاء، وذلك بعد 6 أيام من إطلاقها بواسطة الصاروخ “فالكون 9″، من إنتاج شركة “سبيس إكس” من مركز كينيدي للفضاء التابع في كيب كنافيرال بولاية فلوريدا.
وإذا نجح الهبوط، فستمثل مهمة IM-1، أول هبوط متحكم فيه على سطح القمر بواسطة مركبة فضائية أمريكية، منذ مهمة أبولو 17 في عام 1972، عندما هبطت آخر مهمة مأهولة لـ”ناسا” هناك.