ترمب “يُحرج” نيكي هيلي بمعقلها ويفوز في ساوث كارولاينا

فاز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب للمرة الرابعة على التوالي في سباق نيل ترشيح الحزب الجمهوري، بعد أن تفوق على منافسته الوحيدة نيكي هيلي في معقلها السابق ولاية ساوث كارولينا، حسب ما أظهرت إحصائيات كل من شبكتي CNN وCBS.
ودخل ترمب الانتخابات التمهيدية بتقدم كبير في استطلاعات الرأي وبدعم من كبار الجمهوريين في الولاية، بما في ذلك السيناتور تيم سكوت، المنافس السابق في السباق.
وأمضت هيلي، التي عملت سفيرة لدى الأمم المتحدة في عهد ترمب، أسابيع وهي تتجول في الولاية التي اُنتخبت حاكمة لها مرتين، محذرة من أن المرشح الأوفر حظاً، البالغ من العمر 77 عاماً ويواجه 4 لوائح اتهام، كبير في السن ومشتت الذهن بحيث لا يمكنه أن يصبح رئيساً مرة أخرى.
وفي جميع الانتخابات التمهيدية باستثناء واحدة منذ عام 1980، أصبح الفائز الجمهوري في ولاية كارولينا الجنوبية هو مرشح الحزب. لكن هيلي تعهدت مراراً وتكراراً بالمضي قدماً إذا خسرت ولايتها، حتى في الوقت الذي يستعد فيه ترمب لخوض “جولة الإعادة” المحتملة في الانتخابات العامة ضد الرئيس جو بايدن في نوفمبر المقبل.
تراجع شعبية هيلي
وفي وقت سابق من الأسبوع، قالت السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي لشبكة “فوكس نيوز”، إنها ترى نفسها بديلاً للناخبين الجمهوريين عن ترمب، إذا انقلبت المتاعب القانونية للرئيس السابق وناخبو الحزب الجمهوري ضده.
وأوضحت هيلي قائلة: “أرى نفسي كخيار جمهوري يمكن للناس أن يدركوا أنه عندما ترون أن دونالد ترمب لا يستطيع الفوز، وتعلمون أنه يتعين علينا تغيير هذا البلد، فأنا بديلكم”.
وتقول الشبكة إن مشكلة هيلي الوحيدة، هي أن الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية لم يعودوا ينظرون إليها على أنها بديل قوي لترمب.
وفقاً لاستطلاع أجرته شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية في يناير، فإن 34% من الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية ينظرون إلى هيلي بشكل إيجابي، مقابل 36% لديهم رأي سلبي عنها.
وهذا أقل من نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته الشبكة نفسها في نوفمبر، عندما بلغت شعبية هيلي بين الناخبين الأساسيين للحزب الجمهوري 43% إيجابية، و17% سلبية.
ومع ذلك، ربما يكون المؤشر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لهيلي هو أن تآكل نسبة الناخبين الذين لديهم آراء إيجابية عنها جاء بشكل رئيسي من قاعدة الحزب الجمهوري، بما في ذلك ناخبي الحزب الجمهوري المحافظين للغاية، والجمهوريين غير الجامعيين والرجال.
وأشارت الشبكة إلى أن هيلي انتقلت من الحصول على المزيد من المناصرين إلى وجود المزيد من المنتقدين في كل مجموعة من تلك المجموعات الفرعية.
“هيلي خسرت الولاية قبل أن تخرج منها”
وتقول صحيفة “نيويوركر” إن الحاكمة السابقة لساوث كارولاينا خسرت الولاية بالفعل عندما كانت على رأس مهامها، وأن “معقلها” السابق لم يكن مضيافاً عند عودتها كمرشحة في السباق الجمهوري للانتخابات الرئاسية.
ونقلت عن ترمب قوله: “أنت عضو مجلس الشيوخ عن ولايتها، وقد أيدتني”، وكان الرئيس السابق يخاطب تيم سكوت، السيناتور من ولاية ساوث كارولاينا، الذي عينته هيلي، قبل أن يضيف “لابد أنك تكرهها حقاً”.
واعترفت منظمة “أميركيون من أجل الرخاء”، وهي اللجنة الداعمة لحملة هيلي، بأن ولاية ساوث كارولاينا ستكون “طريقاً شديد الانحدار”. وردت حملة ترمب قائلة: “ماذا عن طريق صخري أعلى جبل تصطف على جانبيه جحافل من أنصار ماجا؟” في إشارة إلى حملة ترمب التي تتخذ شعار “Make America Great Again”.
وأشارت الصحيفة إلى أن عضوة الكونجرس نانسي ميس، التي تدين لهايلي بمسيرتها المهنية في السياسة بساوث كارولاينا، استضافت مؤتمراً صحافياً حول “الإخفاقات المتكررة لنيكي هيلي”.
وبعد خطاب هيلي الثلاثاء الماضي، قالت المتحدثة الرسمية باسم هيلي، أوليفيا بيريز كوبا: “بالأمس، قالت نيكي للنخبة السياسية للمرة الألف إنها لا تهتم بآرائهم”. ولكن ماذا عن الناخبين؟ تتساءل الصحيفة.
“فوضى” ترمب
وسعت هيلي للتركيز على “الفوضى” التي تقول إنها تتبع ترمب، مشيرة إلى 8 ملايين دولار من التبرعات الانتخابية التي أنفقها على الرسوم القانونية في يناير. وتوقعت أن يصل إجمالي إنفاقه على القضايا المعروضة على المحاكم هذا العام إلى 100 مليون دولار.
واتهمت المتحدثة باسم حملة هيلي أوليفيا بيريز-كوباس ترمب، بأنه حول حملته الرئاسية إلى صندوق تبرعات لقضاياه أمام المحاكم و”لن يتبقى لديه موارد أو يكون قادراً على التركيز لمواجهة جو بايدن والديمقراطيين”.
ومثل الديمقراطيين، وجهت نيكي هايلي انتقادات حادة لترمب بسبب مواقفه الدولية واعجابه بقادة الأنظمة الأكثر استبداداً في العالم.
وانتقدت رد فعل ترمب على وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني وتجنبه انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأحدث ترمب مؤخراً صدمة أيضاً في صفوف حلفاء واشنطن الغربيين بعدما قال إنه “سيشجّع” روسيا على مهاجمة أعضاء في حلف شمال الاطلسي لا يفون بالتزاماتهم المالية.
وهيلي متأخرة عن ترمب بأكثر من 50 نقطة مئوية في الانتخابات التمهيدية الجمهورية، لكنّها تشدّد على أن فرصها أكبر في التغلب على بايدن في الانتخابات الوطنية.
ومن المرجح أن تطرح قضية الحقوق الإنجابية في الانتخابات بشكل بارز، مع تجنب ترمب اتخاذ موقف واضح من المقترحات بشأن منع الإجهاض على المستوى الوطني بعد تعيينه لـ3 قضاة تمكنوا من إلغاء الحماية الفيدرالية لحق الإجهاض.
وأضيفت مشكلة أخرى بعد قرار أصدرته المحكمة العليا في ولاية ألاباما، قضى بأن الأجنة المحفوظة بالتجميد يمكن اعتبارها “أطفالاً”، ومن شأنه أن يفتح جبهة جديدة ويطرح أسئلة حول عيادات الإخصاب في المختبر.
وأعرب ترمب، الجمعة، عن دعمه إتاحة برامج الإخصاب الاصطناعي داعياً المجلس التشريعي في الولاية إلى “التحرك بسرعة لإيجاد حل فوري” لضمان بقائها.