واشنطن: اتفاق على “ملامح أساسية” لهدنة غزة.. ونتنياهو يدعو حماس إلى “حل منطقي”
أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأحد، أن المحادثات التي جرت في باريس بين الولايات المتحدة ومصر وقطر وإسرائيل، قادت إلى “تفاهم” بشأن مقترح اتفاق يقضي بإطلاق حركة “حماس” سراح المحتجزين في غزة، ووقف جديد لإطلاق النار بالقطاع، في حين رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكشف عن تفاصيل المباحثات داعياً حركة “حماس” إلى القبول بـ”حل منطقي”.
وقال سوليفان لشبكة CNN الأميركية: “اجتمع ممثلو مصر وإسرائيل والولايات المتحدة وقطر في باريس وتوصلوا إلى تفاهم بين الدول الأربع بشأن الملامح الأساسية للوصول إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف مؤقت لإطلاق النار”، مؤكداً أن “مقترح الاتفاق لا يزال قيد التفاوض”.
وشدد على وجوب “عقد محادثات غير مباشرة بين قطر ومصر مع حركة (حماس) لأنه في نهاية المطاف سيتعين عليها الموافقة على إطلاق سراح المحتجزين”، لافتاً إلى أن “العمل جار، ونأمل أن نتمكن في الأيام المقبلة من الوصول إلى اتفاق متماسك ونهائي بشأن هذه القضية”.
وأشار مستشار الأمن القومي الأميركي إلى أنه لم يتم بعد إطلاع الرئيس الأميركي جو بايدن على خطة إسرائيل للعمليات العسكرية في رفح، لكنه شدد لشبكة NBC الأميركية على ضرورة “عدم تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في رفح قبل وجود خطة واضحة وقابلة للتنفيذ، لحماية المدنيين وإيصالهم إلى بر الأمان وإطعامهم وكسوتهم وإيوائهم”.
“حل منطقي”
من جهته، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أنه لم يتضح بعد إذا كانت المحادثات الجارية ستتمخض عن اتفاق بشأن المحتجزين، رافضاً الكشف عن تفاصيل التفاهمات، مشيراً إلى أن حركة “حماس” لا بد أن “تقبل بحل منطقي”.
وأوضح نتنياهو لشبكة NBC الأميركية أنه سيجتمع مع فريقه في وقت لاحق الأحد، لمراجعة خطة عسكرية مزدوجة تشمل إجلاء المدنيين الفلسطينيين وعملية لتدمير ما تبقى من كتائب “حماس”، مضيفاً: “إذا كان لدينا اتفاق، فستتأجل خطة رفح لبعض الوقت لكنها ستٌنجز. وإذا لم يكن لدينا اتفاق فسننجزها على أي حال”.
وتطرق إلى الانتقادات الدولية الموجهة إلى نية إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في رفح، وقال: “حتى في اللحظة التي تبدأ فيها العملية في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، سنظل على بعد أسابيع من تحقيق النصر الكامل”.
وعن الصفقة المحتملة لإطلاق سراح المحتجزين، قال عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس: “أود أن أقول للجمهور الإسرائيلي، نحن لن نتوقف حتى نعيدهم. لن نتوقف عن القتال حتى نعيد مختطفينا، ولن نتوقف عن المعركة حتى نعيد السكان إلى منازلهم بأمان، ونزيل تهديد (حماس) على المواطنين الإسرائيليين”.
وأفادت قناة “القاهرة الإخبارية”، نقلاً عن مصادر مصرية مطلعة، الأحد، بأن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة استؤنفت في الدوحة بين الدول الأربع، بالإضافة إلى ممثلين لـ”حماس”، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مجلس الحرب وافق على السماح لوفد إسرائيلي بالتوجه إلى قطر لمواصلة المحادثات.
تفاصيل التفاهمات
وطرحت الولايات المتحدة بمشاركة مصرية قطرية، إطاراً جديداً أكثر تفصيلاً لاتفاق بين إسرائيل و”حماس”، بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين، خلال “محادثات باريس”، حسبما نقل موقع “أكسيوس” عن مصدرين مطلعين على المباحثات، الأحد.
ويتضمن الإطار المحدث الذي اقترحته الولايات المتحدة، إطلاق سراح المئات من السجناء الفلسطينيين، مقابل إطلاق “حماس” سراح ما بين 35 إلى 40 محتجزاً إسرائيلياً، من بينهم نساء مدنيات ومجندات ورجال تزيد أعمارهم على 50 عاماً وإسرائيليون في حالة صحية خطيرة.
كما يتضمن الإطار “النَّص على أن عدد الأسيرات الفلسطينيات المفرج عنهن مقابل كل مجندة إسرائيلية تحررها (حماس) سيكون أعلى من عدد المحتجزين المفرج عنهن خلال المرحلة الأولى من الصفقة، وسيشمل الاتفاق الإفراج عن معتقلين أُدينوا بقتل إسرائيليين ويقضون أحكاماً بالسجن لفترات طويلة”.
وجاء فيه أيضاً أن “إسرائيل ستوافق على يوم واحد من وقف إطلاق النار لكل محتجز يتم إطلاق سراحه، وهذا يعني أنه إذا أطلقت حماس سراح العدد المقترح من المحتجزين (35 – 40) للمرحلة الأولى من الصفقة، فسيكون هناك نحو 6 أسابيع من توقف القتال”.
ويتضمن الإطار الأميركي أيضاً “عودة أولية ومحدودة للمواطنين الفلسطينيين إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة، والتي ستبدأ أثناء تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة ضمن شروط سيتم تحديدها خلال المفاوضات التفصيلية”.
كما يشمل “زيادة كبيرة في حجم المساعدات الإنسانية التي ستدخل إلى قطاع غزة”. ومثل الاقتراح السابق يذكر الإطار الجديد، فقط، المبادئ العامة للمراحل التالية من الصفقة التي تركز على تأمين إطلاق سراح الجنود وتبادل الجثث، وفق “أكسيوس”.
وشارك في محادثات باريس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز، ورئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.