إندبندنت: من السابق لأوانه التنبؤ بوقف إطلاق النار فى غزة بعد اتفاق لبنان

إندبندنت: من السابق لأوانه التنبؤ بوقف إطلاق النار فى غزة بعد اتفاق لبنان

أشادت صحيفة “إندبندنت” البريطانية باتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان الذى يظهر أن “الدبلوماسية يمكن أن تنجح”، لكنها رأت أنه من السابق لأوانه أن نأمل فى وقف وشيك لإطلاق النار فى غزة “المفاوضات الصعبة حقا لم تأت بعد”.
وقالت الصحيفة، فى مقال افتتاحي، إن أولئك الذين يأملون فى أن يؤدى تحقيق انفراجة على جبهة واحدة إلى السلام على جبهة أخرى قد يكونون “متفائلين للغاية”.


ورأت أنه من الصعب أن نكون متفائلين بشأن الوضع فى الشرق الأوسط، إذ يبدو أن كل خطوة إلى الأمام تتبعها خطوتان إلى الوراء. وبقدر ما قد يكون وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، نيابة عن حزب الله، موضع ترحيب، فإنه لا يترتب عليه بالضرورة أى آثار إيجابية على غزة.


وأوضحت الصحيفة أن الأمر يظل كما هو، فرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لديه حافز شخصى لإبقاء الصراع فى غزة مستمرا. إنه يعلم أن أى وقف لإطلاق النار هناك من المرجح أن يعنى نهاية بقائه فى منصبه، وهو لن يخسر دعم أحزاب الائتلاف فى الحكومة فحسب، بل يبدو أن الناخبين الإسرائيليين عازمون على استبعاده بمجرد استئناف السياسة الطبيعية.


وأضافت الصحيفة البريطانية أنه إذا كان هناك ما يدعو للتفاؤل، فهو يعتمد على اصطفاف القوى الجيوسياسية، وهى أن الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته جو بايدن يريد أن يترك بصمته على التاريخ قبل أن يترك منصبه، أو “يحاول الخروج بمعجزة فى الشرق الأوسط” كما وصفته بعض الصحف الأمريكية.


وقالت الصحيفة إنه لحسن الحظ، هناك تآزر بين الحوافز التى تؤثر على بايدن وخليفته فى الحكم دونالد ترامب، الذى يعلم الجميع أنه يعارض بشدة تمويل الولايات المتحدة للحروب الأجنبية.


غير أن الصحيفة أشارت إلى أنه على نحو مماثل، قد يكون وقف إطلاق النار المؤقت فى لبنان مجرد مقدمة لتكثيف الدمار فى غزة ــ وربما لكى يوجه نتنياهو المعركة بشكل أكثر مباشرة إلى إيران.


لذلك، ربما يكون أولئك الذين يأملون فى أن تؤدى الانفراجة الدبلوماسية على جبهة واحدة إلى السلام على جبهة أخرى متفائلين للغاية.


وقالت “إندبندنت” إن المنطق الداخلى الذى يستند إليه نتنياهو فى الموافقة على وقف إطلاق النار فى لبنان قد يكون فى الواقع رغبته فى أن يتمكن من التركيز على الحرب فى غزة ــ وإعادة إمداد قواته هناك. ولفتت الصحيفة إلى أنه بغض النظر عن أن العالم أجمع يعرف أن هذه الحرب لا يمكن كسبها، فإن نتنياهو يريد الاستمرار فى خوضها، والجميع يعلم أن هدف الحرب الظاهري، “القضاء” على حماس، لا يمكن تحقيقه، لأنه من غير الممكن القضاء بقوة السلاح على فكرة.

ومع ذلك، وبصرف النظر عن قتامة التوقعات، رأت الصحيفة أنه يمكن التوصل إلى نوع من الاتفاق من أجل الرهائن الذين لا يزالون محتجزين فى غزة، موضحة أن وقف إطلاق النار فى لبنان يشكل نبأ طيبا، ولكن المفاوضات الصعبة حقا لم تأت بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *